وحكاه صاحبُ "التقريب"(١) قولًا للشافعيِّ؛ لأنه لو وَجَبَ، لما جازَ تأخيرُه.
ومذهبُ الشافعيّ ومالِكٍ وسائرِ المالكيةِ أنَّ وقتَ وجُوبِ التَّعَلُّقِ عندَ بُدُوِّ الصَّلاحِ (٢)؛ لأن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَخْرُصُ النَّخْلَ حينَ يَبْدو صلاحُها، ويُضَمِّنُها أربابَها (٣)، ولأنه وقتُ اقْتياتِهِ الذي مَنَّ الله بهِ علينا، فهو واجِبٌ مُوَسَّعٌ كالصلاة، والإيتاءُ يومَ الحصادِ بيانٌ لما قد وَجَبَ يومَ الحَصاد.
(١) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي (٢/ ٢٨٧)، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٧/ ١٠٤)، و "الذخيرة" للقرافي (٣/ ٨٥) ٢٧. هو الإمام أبو الحسن القاسم بن محمد بن علي القفال الشاشي. انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٥٣). (٢) انظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (٣/ ٢١٧)، و"الشرح الكبير" للرافعي (٥/ ٥٨١)، و"أحكام القرآن" لابن العربي (٢/ ٢٨٨)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٧/ ١٠٤). (٣) سيأتي تخريج حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا.