(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد لا يؤدي) ولا يدفع (زكاة ماله .. إلا مُثلَ) وصُوِّر (له) مالُه (يوم القيامة شجاعًا) -بضم المعجمة وكسرها- الحيةُ الذكر، وقيل: الحية مطلقًا، والظاهر المصوَّر له: جميعُ المال أو قَدْرُ الزكاة فقط (أقرع) أي: لا شعر على رأسه؛ لكثرة سمه، وقيل: هو الأبيض الرأس من كثرة السم. انتهى "سندي".
(حتى يطوق) بالبناء للمفعول، من التطويق؛ أي: حتى يجعل ذلك الشجاع كالطوق في (عنقه) والطوق: ما يلبس في العنق كالقلادة، قيل:(حتى) للتعليل؛ أي: لكي يطوقه، أو هي غاية لمحذوف؛ أي: يفر منه حتى يطوقه في عنقه، قال ابن مسعود:(ثم قرأ علينا) معاشر الحاضرين (رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه) أي: شاهد قوله: (من كتاب الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ... } الآية) من سورة آل عمران (١)، وظاهر هذه الآية أن الذي يجعل له طوقًا قدر الزكاة؛ لأنه الذي بخل به، وظاهر الحديث أنه الكل، يمكن أن يقال في الجمع: المراد في الآية: ما بخلوا بزكاته؛ وهو كل المال، والله أعلم بحقيقة الحال.
ولا تنافي بين هذا وبين قوله تعالى في سورة التوبة:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ ... } الآية (٢)؛ إذ يمكن أن يجعل بعض أنواع المال طوقًا، وبعضها