والأرض) أي: معبودهن ومصلحهن ومدبرهن (و) مالك (من فيهن، ولك الحمد) والمحيط به والمتصرف فيه بما شاء، وفي رواية مسلم:(أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن) فهو بمعنى مالكهما ومالك من فيهن، أو مصلحهما ومصلح من فيهما؛ مأخوذ من الرَّبَّة وهي نَبْت تَصْلُح عليه المواشي وتسمنُ؛ يقال: رَبَّ يَرُبُّ رَبًّا، من باب شَدَّ فهو راب، ورب وربَّى يُربي تربية من باب زكى فهو مُرَب، قال النابغة:
ورَبَّ عليه اللهُ أَحْسَنَ صُنعِه
وقال آخر:
يَرُبُّ الذي يأتي من الخير أنه ... إذا فعل المعروف زاد وتَمَّمَا
والربُّ أيضًا: السيِّد، فيكون معناه: أنه سيّدُ من في السماوات والأرض، والربُّ: المالك؛ أي: مالكهما ومالك من فيهما.
(أنت الحق) أي: الواجب الوجود، وأصله من حق الشيء؛ إذا ثبت ووجب، ومنه قوله:{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ}(١)، {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}(٢)؛ أي: ثبت ووجب (ووعدك الحق) أي: الثابت الذي لا خُلْفَ فيه، أو الثابت المتحقق فلا يدخله خُلف ولا شك في وقوعه وتحققه، (وقولك حق) أي: مدلوله ثابت (ولقاؤك حق) أي: رؤيتك في الدار الآخرة ثابتة حيث لا مانع، أو جزاؤك لأهل السعادة والشقاوة ثابت، وهو داخل فيما قبله، وهو من عطف الخاص على العام، (والجنة حق، والنار حق) أي: كل منهما