للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَقِتَالُهُ كفْرٌ".

===

الفاسق فاسقًا؛ لخروجه عن ميزان الشرع وانسلاخه عن أعمال البر، وقال القرطبي: ومعنى (سباب المسلم فسوق) أي: خروج عن الذي يجب عليه من احترام المسلم وحرمة عرضه وسبه. انتهى من "الكوكب الوهاج".

(وقتاله) أي: قتال المسلم لأجل إسلامه لا لنحو المال .. (كفر) أي: خروج عن الملة وانسلاخ عن حكم الإسلام والإيمان إن استحل ذلك، أو جحد لنعمة أخوة الإسلام التي جعلها الله سبحانه بينهم، أو كفر لنعمته وإحسانه؛ ككفران الزوج، أو من عمل أهل الكفر، أو يؤول به بشؤمه إلى الكفر إن لَمْ يستحل ذلك، فهو عاص لا يخرجه عن الملة، وقال القاضي: قوله: "وقتاله كفر" أي: قتاله من أجل إسلامه واستحلال ذلك منه .. كفر حقيقي، وقيل: المعنى قتاله من أعمال أهل الكفر، أو يكون كفر طاعة وكفر نعمة، وغمطهما حيث جعلهما الله مسلمين، وألف بين قلوبهما، ثم صار هو بعد يقاتله.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن أن يحبط عمله، وفي كتاب الأدب، وفي كتاب الفتن، ومسلم في كتاب الإيمان، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق"، والترمذي في كتاب البر والصلة، والنسائي في كتاب التحريم، باب قتال المسلم.

فالحديث درجته: أنه في أعلى درجات الصحة؛ لأنه من المتفق عليه، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى حادي عشره لحديث أبي هريرة بحديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>