والثانية: التجنب عن كل ما يؤثم به من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم، وهو المتعارف بالتقوى في الشرع، والمعنى بقوله تعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا}(٢).
والثالثة: أن يتنزه عما يشغل سره عن الحق، ويقبل بشراشره - أي: بكليته - إلى الله تعالى، وهي التقوى الحقيقية المطلوبة بقوله تعالى:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}(٣).
والحديث وإن استشهد به للمرتبة الثانية؛ فإنه يجوز أن ينزل على المرتبة الثالثة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب رقم (١٩)، قال أبو عيسى: حديث حسن غريب.
ودرجته: أنه حسن؛ لكون سنده حسنًا، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف لحديث عطية السعدي بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهم، فقال:
(٦) - ٤١٥٩ - (٢)(حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي، صدوق مقرئ خطيب، من العاشرة، مات سنة خمس وأربعين ومئتين (٢٤٥ هـ). يروي عنه:(خ عم).
(١) سورة الفتح: (٢٦). (٢) سورة الأعراف: (٩٦). (٣) سورة آل عمران: (١٠٢).