(وكان رزقه كفافًا) أي: بقدر الكفاية لا أزيد ولا أنقص (فصبر على ذلك) أي: على الرزق الكفاف، أو على الخمول والغموض، أو على ما ذكر، دلالة على أن ملاك الأمر: الصبر، وبه تقوى على الطاعة، قال تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}(١)، وقال تعالى:{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}(٢).
(ثم نقر) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيديه) - بفتح النون والقاف وبالراء - ووقع في "المشكاة": (نقد) - بالدال المهملة بدل الراء - قال في "المجمع": ثم نقد بيده - بالدال - من نقدته بإصبعي واحدًا بعد واحد، وهو كالنقر - بالراء - ويروى به أيضًا؛ والمراد: ضرب الأنملة على الأنملة، أو على الأرض؛ كالمتقلل للشيء؛ أي: يقلل عمره، وعدد بواكيه، ومبلغ تراثه، وقيل: هو فعل المتعجب من الشيء، وقيل: للتنبيه على أن ما بعده مما يهتم به، (عُجِّلت) بصيغة المجهول؛ من التعجيل (ميتته) أي: موته، قال في "المجمع": أي: يسلم روحه سريعًا؛ لقلة تعلقه بالدنيا، وغلبة شوقه إلى الآخرة، أو أراد: أنه قليل مؤن الممات؛ كما كان قليل مؤن الحياة، أو كان قبض روحه سريعًا.
(قلت بواكيه) جمع باكية؛ أي: امرأة باكية تبكي على الميت.
(قل تراثه) أي: ميراثه وماله المؤخر عنه مما يورث؛ وتراث الرجل: ما يخلفه بعد موته من متاع الدنيا، وتاؤه بدل من الواو، وحديث أبي أمامة هذا أخرجه أحمد وابن ماجه.
وهذا الحديث وإن كان سنده ضعيفًا في "ابن ماجه" وفي "الترمذي" ..