٣ - وأتى رجل ابن عمر فسأله عن السموات والأرض:{كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}(٢)، قال:«اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله، ثم تعال فأخبرني ما قال لك، فذهب إلى ابن عباس فسأله، فقال ابن عباس: نعم، كانت السموات رتقاً لا تمطر، وكانت الأرض رتقاً لا تنبت، فلما خلق الأرض أهلاً، فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات، فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: الآن قد علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علماً، صدق هكذا كانت، ثم قال ابن عمر قد كنت أقول: ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن، فالآن قد علمت أنه قد أوتي في القرآن علماً»(٣).
الوجه الثاني: الثناء على رجال التفسير
والصحابة والتابعون مقتدون في هذا العمل بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد جاء عنه الثناء على بعض الصحابة في علومهم، والإشادة بالمتقن منهم، فعن عبد الله بن مسعود
(١) جامع البيان (٢/ ٧١٥). (٢) سورة الأنبياء من الآية (٣٠). (٣) حلية الأولياء (١/ ٣٢٠)، وعزاه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (٥/ ٣٣٢) إلى ابن أبي حاتم، ولمزيد شواهد انظر فضائل الصحابة للإمام أحمد (٢/ ٩٦٧).