تلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في رحمة وفواضل
ويهاجم بعد هذا بقية بني عبد مناف، من بني أمية وبني نوفل الذين ظاهروا الأعداء عليهم. فإن يستعد فريق من المشركين لخوض معركة مسلحة لحماية فريق من المؤمنين فهذا يعني أن التقدير والحب لهم يفوق كل وصف، فمحمد - صلى الله عليه وسلم - عند أبي طالب ورهطه زعيم بني هاشم، يفدونه بالمال والروح، بالدم والنساء والأبناء (٤).
والحركة الإسلامية وهي تخوض غمار الجهاد، وتواجه الجاهلية العاتية، لا تعدم أن تجد بعض النماذج والتجمعات والقيادات الجاهلية والقبلية مثل بني هاشم وبني المطلب، وتنطلق من الأعراف والقوانين الجاهلية لحماية هذه الحركة.
إن معظم القوانين والدساتير الجاهلية تضع في صلبها حرية الاعتقاد
(١) تُبزى محمدا: تُغلبُ عليه. (٢) الإبل التي تحمل الماء والأسقية. (٣) الذرب المواكل: هو الذي يتكل على غيره. (٤) السيرة النبوية لابن هشام ٢٩١ - ٢٩٥ متفرقات.