التصديق بها والتحاكم إليها إلا من فقد عقله، وطمست بصيرته، ومسخت فطرته، وارتضى لنفسه طريق العناد والاستكبار (١).
لذا فإن الإسلام دين كل الأنبياء؛ فالإسلام ليس اسمًا لدين خاص؛ وإنما هو اسم للدين المشترك الذي هتف به كل الأنبياء، قال الله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩].
فدين الله الذي بعث به أنبياءه من أولهم إلى آخرهم دين واحد هو دين الإسلام.
وعن الحواريين أصحاب عيسى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قالوا:{آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}[المائدة: ١١١].
وقال محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}[الزمر: ١٢](الزمر: ١٢). فالإسلام هو ما بعث الله به جميع الأنبياء والمرسلين من لدن نوح إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (٢).
(١) راجع: الفصل لابن حزم (١/ ٤٣)، وتفسير ابن عاشور (٢١/ ٨٧)، وشرح العقيدة الطحاوية (١/ ٣٤). (٢) راجع: فتاوى ابن تيمية (١٩/ ٩٥)، وتفسير القرطبي (١٥/ ٢٣٢)، وتفسير ابن عاشور (٦/ ٩). =