قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن الأجلح عن الشعبي قال: لما رجع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من خَيْبر تَلَقَّاهُ جعفر بن أبي طالب فالتزمه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وقبّل ما بين عينيه وقال: ما أدري بأيّهما أنا أفرح، بقدوم جعفر أو بفَتْح خيبر (١).
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين ومحمد بن ربيعة الكلابي قالا: حدّثنا سفيان عن الأجلح عن الشعبيّ أنّ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، استقبل جعفرَ بن أبي طالب حين جاء من أرض الحبشة فقبّل ما بين عينيه، وقال الفضل بن دُكين: وضمّه إليه، وقال محمد بن ربيعة: واعتنقه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دُكين قالا: حدّثنا المسعوديّ عن الحكم بن عُتيبة أنّ جعفرًا وأصحابه قدموا من أرض الحبشة بعد فتح خيبر فقسم لهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في خيبر، قال وقال محمد بن إسحاق: وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين جعفر بن أبي طالب ومُعاذ بن جَبَلٍ، قال وقال محمد بن عمر: هذا وَهَلٌ (٢)، وكيف يكون هذا وإنما كانت المؤاخاة بعد قدوم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، المدينة وقبل بدر؟ فلمّا كان يوم بدر نزلت آية الميراث وانقطعت المؤاخاة وجعفر غائب يومئذ بأرض الحبشة.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حَفْص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: إنّ ابنةَ حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ عليّ بيدها فألقاها إلى فاطمة في هَوْدَجها، قال فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي، - صلى الله عليه وسلم -، من نومه، قال: هَلُمّوا أقْضِ بينكم فيها وفي غيرها، فقال عليّ: ابنة عمّي وأنا أخرجتها وأنا أحقّ بها، وقال جعفر: ابنة عمّي وخالتها عندي، وقال زيد: ابنة أخي، فقال في كلّ واحد قولًا رضيه، فقضى بها لجعفر وقال: الخالة والدة. فقال جعفر فحجل حول النبيّ، - صلى الله عليه وسلم - دار عليه (٣)، فقال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: ما هذا؟
(١) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٣. (٢) كذا بمتن ل وبهامشها: قراءة دى خويه "وَهْل" وقد آثرت رواية (ل) اعتمادًا على ما ورد في ث. بالهاء المضبوطة بالفتحة ضبط قلم. (٣) كذا بمتن ل، ومثله في ث، وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٣. وبهامش ل "دار عليه: يرى دى خويه حذفها من المتن إذا أنها حاشية بالهامش" ولدى ابن عساكر كما في المختصر ج ٦ ص ٦٩ "فلما نظر جعفر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَجَل - مشى على رجل واحدة - إعظامًا منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .".