ومن هنا تفهم معنى ما رواه الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن [ ... ](٢) قال: رأى أبو هريرة - رضي الله عنه - شباباً يتنسكون فقال: ليت الموت ذهب بهؤلاء؛ يعني: قبل أن يفتتنوا بالدنيا.
وقد قدمنا ما رواه ابن أبي الدنيا في "الحذر" عن راشد بن سعد رحمه الله تعالى قال: نظر عيسى بن مريم عليهما السلام إلى غلام لم يدرك قد نَحَلَ جسمه، قال: ما الذي صيرك إلى ما أرى؟
قال: والله ما بي من السقم، ولكني أخاف أن أكبر فأعصي الله (٣).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: ما أقبحَ الفقرَ بعد الغنى، وأقبحَ الخطيئةَ مع المسكنة، وأقبحُ من ذلك كله رجلٌ كان عابداً فترك عبادة ربه (٤).
(١) رواه الترمذي (٢١٤٠) وحسنه، وابن ماجه (٣٨٣٤) عن أنس - رضي الله عنه -. (٢) بياض في "أ" و"ت" بمقدار كلمة. (٣) تقدم تخريجه. (٤) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٧١).