وروى الترمذي وصححه، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما جاءه رجل، فقال: إن فلاناً يقرأ عليك السلام، فقال: إنه بلغني أنه قد أحدث، فإن كان قد أحدث فلا تقرئه مني السلام، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يَكوْن فِيْ هَذِهِ الأمَّةِ - أَوْ: فِيْ أمتِيْ - خَسْفٌ وَمَسْخٌ أَوْ قَذْفٌ فِيْ أَهْلِ الْقَدَرِ"(١).
وروى أبو نعيم في "الحلية" عن جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان خَتَنَه -: يا مغيرة! كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك فانبذ عنه صحبتك (٢).
قوله:{مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ}[البقرة: ١٤٥] أي: بأن أهل الكتاب ليسوا على شيء لا قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم - لإحداثهم وتغييرهم، ولا بعد بعثته لعدم إيمانهم به.
وفيه إشارة إلى عذر من لم يعلم حتى يعلم، فالإنسان مع معارفه
(١) رواه الترمذي (٢١٥٢) وقال: حديث حسن صحيح غريب، وابن ماجه (٤٠٦١). (٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٢٤٨)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٣٢١).