يعني: فيمن لم يُفئه الله تعالى عليه ممن يعاملهم ممن لم يفئه الله عزّ وجلّ عليه - فأقرّه المسلمون؛ لم يقتسموه؛ لأن قسمته لم تتأتّ لهم؛ فمن ذلك الآجام ومَغيض المياه وما كان لبيوت النار ولسكك البُرُد، وماكان لكسرى ومن جامعه، وما كان لمن قُتل، والأرحاء، فكان بعضُ من يُرِقّ يسأل الولاة قسْم ذلك؛ فيمنعهم من ذلك الجمهور، أبَوْا ذلك، فانتهوا إلى رأيهم ولم يجيبوا، وقالوا: لولا أن يضرب بعضكم وجوهَ بعض لفعلنا؛ ولو كان طلبُ ذلك منهم عن ملأ لقسمها بينهم (١). (٤: ٣٠/ ٣١).
١٧٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد العزيز، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: ليس لأحد من أهل السواد عَقْد إلَّا بني صَلوبا، وأهل الحيرة، وأهل كَلواذَى، وقُرى من قرى الفُرات، ثم غدروا، ثم دُعوا إلى الذمّة بعدما غدروا. وقال هاشم بن عُتبة في يوم جَلُولاء:
(١) إسناده ضعيف وسنذكر شواهد وقعة جلولاء بعد سرد هذه الروايات. (٢) إسناده ضعيف ولكن أخرج يحيى بن آدم بسنده عن عبد الله بن مغفل المزني قال: لا يباع أرض دون الجبل إلَّا أرض صلوبا وأرض الحيرة فإن لهم عهدًا (الخراج / ٥١ / ح ١٣٦). وأخرج كذلك من طريق آخر عن عبد الله بن مغفل المزني قال: لا يصلح بيع أرض ما دون الجبل إلَّا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة (الخراج / ٥١ / ح ١٣٨). وأخرج من طريق ثالث عن عبد الله بن مغفل قال: ليس لأهل السواد عهد إلَّا أهل الحيرة وأليس وبانقيا (الخراج / ٥٢/ ١٣٩). ولقد تحدثنا بالتفصيل عن هذه الروايات سابقًا والله تعالى أعلم.