كتاب جامع المسائل - ابن تيمية - ط عطاءات العلم

(٤) مسألة فيمن استدل بتحويل النبي - صلى الله عليه وسلم - رداءه في الاستسقاء، وجعل أعلاه أسفله، ورقع ظاهر كفيه إلى السماء، وجعل باطنهما إلى الأرض= على أن الله ليس فوق السماوات على العرش - ذكر بعض الأحاديث الواردة في ذلك - ج: 4 - ص: 92

وفي سنن أبي داود (١) وغيره عن سعد بن أبي وقاص قال: خرجنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من مكَّة نُريد المدينةَ، فلما قدمنا من عَزْوَرَا نَزَل، ثمِ رفع يديه فدعا ساعة، ثم خرَّ ساجدا، قال: "إني سألتُ ربّي وشفَعْتُ لأمتي، فأعطاني ثُلُثَ أمتي، فخَررتُ ساجدًا شكرًا لربي"، وذكر تمام الحديث.

وعن أم عطية قالت: بَعَثَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جيشًا فيهم عليٌّ، قالت: فسمعتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو رافع يديه يقول: "اللهمَّ لا تُمِتْنِيْ حتى تُرِيَني عليًّا". أخرجه الترمذي (٢).

و [في] حديث أسامة بن زيد (٣) قال: كنتُ رِدْفَ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فرفع يَدَيه يدعو، فمالتْ به ناقتُه فسَقَطَ خِطامُها، فتناولَ الخِطامَ بإحدى يَدَيْه وهو رافع يدَه الأخرى.

وقد ذكر فيمن روي عنه رواية رفع اليدين في غير الاستسقاء: أنس أيضا في حديث القنوت، قال أنس: لقد رأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلما صلَّى الغَداةَ رفع يدَيْه يدعو عليهم. رواه البيهقي (٤).

---

(١) برقم (٢٧٧٥). قال الألباني في تعليقه على "المشكاة" (١٤٩٦): إسناده ضعيف، فيه يحيى بن الحسن بن عثمان، وهو مجهول كما في "التقريب".
(٢) برقم (٣٧٣٧). وقال: حديث حسن غريب. قال الألباني في تعليقه على "المشكاة" (٦٠٩٠): سنده ضعيف.
(٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٠٩) والنسائي (٥/ ٢٥٤) وابن خزيمة (٢٨٢٤). وإسناده صحيح.
(٤) في السنن الكبرى (٢/ ٢١١).