أورد مسلم هذا الحديث باللفظ الذى ساقه المصنف غير أن فى لفظ مسلم:"فلا تقل لو أنى فعلت كان كذا وكذا" وقد اختلف فى ضبط "قدر اللَّه" فضبطها بعضهم بفتح القاف والدال وضم الراء، أى هذا قضاء اللَّه وقدره، وضبطها بعضهم بفتح القاف والدال المفتوحة المشددة وفتح الراء أى قدَّر اللَّه وقضى فنفذ قضاؤه وقدره، وهذا الحديث أصل عظيم من الأصول التى يسير المسلم على منهجها والتى تفرق بين أحوال المسلمين وأحوال الكافرين، فالمسلم يبذل السبب ويعتمد على اللَّه فى نجاح مراده وتحصيل مقصوده، أما الكافر فإنه يبذل السبب ويعتمد على السبب وحده، ولا شك أن منهج المسلمين هو أكمل المناهج وأسعدها, وللَّه در القائل:
إذا كان عون اللَّه للعبد مُسْعِفًا ... تَأَتَّى له من كل شئ مُرَاده
وإن لم يكن عون من اللَّه للفتى ... فأول ما يقضى عليه اجتهاده
ولذلك أثر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول: يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث فأصلح لى شأنى كله، ولا تكلنى إلى نفسى طرفة عين، إنك إن وكلتنى إلى نفسى أو إلى أحد من خلقك وكلتنى إلى عجز وضعف وفاقة.
[ما يفيده الحديث]
١ - الحض على بذل الأسباب المشروعة فى تحصيل منافع الدنيا والآخرة.