للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحقيق ما ذكر له، وأن ينهاه ويقبح له فعله، وأن ييغضه إن لم ينزجر، وأن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فينم هو على النمام فيصير نماما، قال النووى: وهذا كله إن لم يكن فى النقل مصلحة شرعية وإلا فهى مستحبة أو واجبة كمن اطلع من شخص أنه يريد أن يؤذى شخصا ظلما فحذره منه، وكذا من أخبر الإمام أو من له ولاية بسيرة نائبه مثلا فلا منع من ذلك اهـ وقد قال البخارى: (باب النميمة من الكبائر) وساق من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: خرج النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- من بعض حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يُعَذَّبَان فى قبورهما فقال: "يُعَذَّبَان وما يعذبان فى كبيرة وإنه لكبير، كان أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يمشى بالنميمة" ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين أو ثنتين فجعل كِسْرَةً فى قبر هذا، وكسرة فى قبر هذا، فقال: "لعله يُخَفَّفُ عنهما ما لم يَيْبَسَا" ثم قال البخارى: (باب ما يكره من النميمة، وقوله تعالى: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} ثم ساق حديث الباب من طريق همام عن حذيفة رضى اللَّه عنه. وقوله صلى اللَّه عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قتات" من أحاديث الوعيد. قال الحافظ المنذرى أجمعت الأمة على أن النميمة محرمة وأنها من أعظم الذنوب عند اللَّه اهـ وقد حذر اللَّه تبارك وتعالى من النمام حيث قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} وهذا يدل على أن النمام فاسق حتى ولو كان صادقا. وعلاج النمام هو بالكف عن الحديث عن الناس وللَّه در الشاعر حيث يقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>