فأخبر أن الخلافة في آخر الزمان تكون في القدس (١)، وبعد ذلك تظهر الأشراط الكبرى للساعة بما تحمله من زلازل وفتن.
٢ - ومنها ما رواه مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ»، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ، - أَوْ مَنْكِبِهِ - ثُمَّ قَالَ:«إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا»، أَوْ «كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ»(٢)، وفتح القسطنطينية سيتم في زمن المهدي الذي هو في زمن عيسى عليه السلام.
قالوا: وعمران بيت المقدس سيكون بالخلافة النازلة فيه؛ وهذا يستلزم تحرير القدس؛ وتحريرها يستلزم قيام الجهاد الشرعي الإسلامي ضد اليهود هناك.
٣ - ومنها ما رواه المقداد بن الأسود رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ
(١) علق الشيخ سعيد حوى -رحمه الله تعالى- على لفظة: "فإذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة ... ": الظاهر أن الحديث في خلافة تكون عاصمتها القدس، وإلى القدس يذهب المسيح -عليه السلام- بعد نزوله في دمشق، وهذا يشير إلى أن فلسطين وقتذاك بيد المسلمين، وأن دولة اليهود الحالية ذاهبة منتهية". اهـ. من "الأساس في السنة" (٢/ ١٠٢٥). (٢) رواه أبو داود (٤٢٩٤) في الملاحم، باب في أمارات الملاحم، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" (٣٦٠٩).