قال الشافعي -رحمه الله تعالى-: "لَيُظهِرن الله دينَه على الأديان حتى لا يُدانَ اللهُ إلا به، وذلك متى شاء الله تعالى"(١).
والظهور بهذا المعنى الذي أورده الشافعي -وهو الظهور الحقيقي- هو وجه من عدة أوجه فسره بها العلماء -ومنهم الشافعي-، ويقوِّيه عدد من الأحاديث التي سنوردها -إن شاء الله- فيما يأتي.
والقولُ بأنه -أي: الظهور المذكور في الآية- قد تحقق في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- أو بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس أو غيرهم قولٌ بعيدٌ، فما تحقق إنما هو جزء منه فقط -كما هو معروف من التاريخ- وسوف يتحقق كاملًا في المستقبل إن شاء الله تعالى.
ومما يؤيد ذلك قولُه -صلى الله عليه وآله وسلم-: "إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا" الحديث (٢).
(١) "أحكام القرآن للشافعي (٢/ ٥٠) دار الكتب العلمية- بيروت (١٤٠٠هـ). (٢) صدر حديث، رواه من حديث ثوبان -رضي الله عنه- مسلم رقم (٢٨٨٩) في الفتن، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، والترمذي رقم (٢١٧٧) في الفتن، باب ما جاء في سؤال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ثلاثًا في أمته، وأبو داود رقم (٤٢٥٢) في الفتن، باب ذكر الفتن ودلالتها، وانظر: جامع الأصول (١١/ ٣١٧، ٣١٨).