وزعم يونس (٢) عن أبي عمرو (٣): أنَّ {خَاضِعِينَ} ليست من صفةِ الأعناقِ، وإنما هي من صفةِ الكنايةِ عن القومِ التي في آخر الأعناقِ، فكأنَّه في التمثيلِ: فظلَّتْ أعناقُ القومِ، في موضع «هم».
والعربُ قدْ تتركُ الخبرَ عن الأولِ، وتجعلُ الخبرَ للآخرِ منهما، وقال (٤):
فتركَ طولَ اللَّيالي، وحَوَّلَ الخبرَ على اللَّيالي، فقال: أسرعتْ، ثُمَّ قال: طوينَ. وقال جرير (٥):
(١) البيت للنابغة الجعدي، وهو في ديوانه (ص:٤)، وقد استشهد به أبو عبيدة (١:٢٧٦) وذكر أوله: تمزَّزها والديك، بدل: شربت إذا ما الديك. وبنات نعشٍ: سبعة كواكب، وذكَّرها في البيت، لأنَّ الكواكب ذكر. ويدعو صباحه: وقت صباحِه. وتصبوا: تدنوا من الأفق للغروبِ. وهذا البيت في وصف خمرةٍ باكرَها بالشراب عند صياح الديك. ينظر: شرح محقق الديوان (ص:٤)، بتصرف. (٢) يونس بن حبيب النحوي، وقد سبقت ترجمته. (٣) أبو عمرو بن العلاء. (٤) نسبه بعضهم إلى الأغلب العجلي، وبعضهم إلى العجاج ـ ولم أجده في ديوانه بتحقيق عزة حسن ـ وقال غيرهم: هو من شوارد الرجز، لا يُعرف قائله، ينظر: الكتاب، لسيبويه، تحقيق عبد السلام هارون (١:٥٣)، وتفسير الطبري، تحقيق: شاكر (٧:٨٧)، وخزانة الأدب، للبغدادي، تحقيق: عبد السلام هارون (٤:٢٢٦)، والمعجم المفصل في شواهد اللغة العربية (١٠/ ٣٩٤ - ٣٩٥). (٥) البيت في ديوانه، شرح ابن حبيب (٢:٥٤٦).