قال السعدي: - رحمه الله -: «من ترك شيئا لله عَوَّضَه الله خيرًا منه؛ فسليمان - عليه السلام - عَقَر الجِيَاد الصَّافِنَات المحبوبة للنفوس على هذا التفسير تقديمًا لمحبة الله، فَعَوَّضَه الله خيرًا من ذلك، بأن سَخَّر له الريح الرُّخَاء اللَّيِّنَة، التي تجري بأمره إلى حيث أراد وقصد، غُدُوُّها شهر، ورَوَاحُها شهر، وسَخَّر له الشياطين، أهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون»(١).
قال ابن كثير - رحمه الله -: «وفي قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (٢٢)}، سِرٌّ بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله، عَوَّضَهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المُقيم، والفوز العظيم والفضل العميم» (٢).
(١) تفسير السعدي (ص ٧١٢)، وانظر: تفسير ابن كثير (٧/ ٧٣)، مدارج السالكين (٢/ ٤٢٦). (٢) تفسير ابن كثير (٨/ ٥٥).