في وجه تخصيص السلام عليه في هذه المواطن الثلاثة؛ قال ابن كثير - رحمه الله -: «قال سفيان بن عيينة - رحمه الله -: أَوْحَش ما يكون الخَلْق في ثلاثة مواطن: يوم وُلِد؛ فيرى نفسه خارجًا مما كان فيه، ويوم يموت؛ فيرى قومًا لم يكن عَايَنَهم، ويوم يُبعَث؛ فيرى نفسه في مَحْشَر عظيم؛ قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا، فخصه بالسلام عليه»(٢).
في وجه تخصيص علمه بالجهر من القول مع أن ذلك لا يخفى؛ قال ابن هبيرة - رحمه الله -: «المعنى أنه إذا اشتدت الأصوات وتَغَالَبَت، فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان، والله - عز وجل - يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمعٌ عن سمع»(٣).
(١) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٧). (٢) تفسير ابن كثير (٥/ ٢١٧). ووجه تَعَلُّق ذلك بموضوع (العموم والخصوص) من جهة كونه قد خَصَّ هذه الأوقات الثلاثة. (٣) ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ١٤٥). وعلاقة هذا المثال بالباب: من جهة تخصيص علمه بحالة الجهر من القول.