وجه الاستدلال: الواو في قوله تعالى: ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ واو الحال فامتدحهم الله بإعطاء الزكاة وهم يصلون فدل ذلك على استحباب إعطاء الزكاة في الصلاة (٣).
الرد من وجهين: اختلف في الواو في الآية هل هي واو الحال أو واو العطف.
الوجه الاول: على القول بأنَّ الواو واو الحال فالرد من وجهين:
الأول: المقصود بالركوع الخضوع كما قيل: لا تذل الفقير علك أن … تركع يومًا والدهر قد رفعه (٤).
الثاني: قال القرطبي: يحتمل أن يكون المدح متوجهًا على اجتماع حالتين، كأنَّه وصف من يعتقد وجوب الصلاة والزكاة، فعبر عن الصلاة بالركوع، وعن الاعتقاد للوجوب بالفعل، كما تقول: المسلمون هم المصلون، ولا تريد أنَّهم في تلك الحال مصلون (٥).
الثالث: قال ابن كثير: توهم بعضهم أنَّ هذه الجملة في موضع الحال من قوله: ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ أي: في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره؛ لأنَّه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من