و(السويقتين) تصغير الساق وإحداهما سويقة وصغرهما لدقتهما ورقتهما، وهي صفة سوق الحبشة غالبًا، وقد وصفه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث آخر بقوله:"كأني به أسود أفحج يقلعها حجرًا حجرًا"(٢) ويأخذ الكنز مع ما فيها من الآلات، والفحج: تباعد ما بين الساقين. ولا يعارض هذا قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}(٣) لأن تخريب الكعبة على يدي هذا الحبشي إنما يكون عند خراب الدنيا، ولعل هذا الوقت الذي لا يبقى فيه إلا شرار الناس فيكون حرمًا أَمنًا مع بقاء الدين وأهله.
* * *
(١) البخاري (١٥٩١، ١٥٩٦)، مسلم (٢٩٠٩). (٢) رواه البخاري (١٥٩٥) من حديث ابن عباس. (٣) العنكبوت: ٦٧.