كتاب الخلافيات - البيهقي - ت النحال

كتاب الجمعة - مسألة لم يذكرها الإمام (١٦٦): وهل يحل للخطيب والمستمع أن يتكلم بما يعنيه في حال الخطبة أم لا؟ فيه قولان - ج: 4 - ص: 55

لَفْظُ حَدِيثِ الْمُقْرِئِ.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ (١).

وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - بِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه -، حَيْثُ دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ بِالسُّوقِ، وَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ وَجِئْتُ. قَالَ: وَالْوُضُوءُ أَيْضًا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِغُسْلِ الْجُمُعَةِ (٢)!

[٢٨٢١] أخبرنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِيمَا بَلَغَهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (٣)، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مِنْهَالٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - كَانَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرٍ (٤) مِنْ آجُرٍّ (٥)، فَجَاءَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَدِ امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى حَتَّى دَنَا، وَقَالَ: غَلَبَتْنَا عَلَيْكَ هَذِهِ الْحَمْرَاءُ (٦). فَقَالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: مَا بَالُ هَذِهِ الضَّيَاطِرَةِ (٧) يَتَخَلَّفُ أَحَدُهُمْ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا.

قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَقَدْ تَكَلَّمَ الْأَشْعَثُ فَلَمْ يَنْهَهُ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -، وَتَكَلَّمَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه - (٨).

---

(١) صحيح مسلم (٣/ ١٥).
(٢) انظر الأم (٢/ ٨٤).
(٣) في (س): "عن معاوية".
(٤) في (ق): "المنبر".
(٥) الآجر: الطوب.
(٦) قال ابن الأثير: "يَعْنُون العَجم والرُّوم، والعَربُ تُسَمّي الموَاليَ الحمْرَاءَ". النهاية (حمر).
(٧) كتب ناسخ (ق) في الطرة: "حاشية: هو الضخم الذي لا غَناء عنده".
(٨) أخرجه الشافعي في اختلاف العراقيين، الملحق بالأم (٨/ ٤٠٧).