كتاب أثر عمل القلب على عبادة الذكر والدعاء

المبحث السادس: من أسباب الانحراف في عبادة الذكر والدعاء، وفيه عدة مطالب. - المطلب الخامس: التعصب، والتقليد الأعمى، والتشبه بأهل الكفر. - ص: 194

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (١).

وعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ [الأعراف: ١٣٨] وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ" (٢).

---

(١) أخرجه أبو داود (٤/ ٤٤ ت محيي الدين عبد الحميد) ح (٤٠٣١)، وفي تخريج أحاديث الإحياء (ص ٣١٨) قال العراقي: " أخرجه أبو داود من حديث ابن عمر بسند صحيح"، وحسنه إسناده ابن حجر في الفتح (١٠/ ٢٧١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ١٠٥٩) ح (٦١٤٩).
(٢) أخرجه الترمذي (٤/ ٤٧٥ ت شاكر) ح (٢١٨٠) وقال: "حسن صحيح"، والنسائي في السنن الكبرى - ط الرسالة (١٠/ ١٠٠) ح (١١١٢١)، وصححه الألباني في تحقيقه لسنن الترمذي ح (٢١٨٠).