فقالوا: إن ظاهر هذه الآية يدل على أن العمل هو الذي يوزن (٢).
القول الثاني: أن الذي يوزن العامل، أي: صاحب العمل، (٣) وقال بعضهم: العامل مع عمله (٤).
واستدل هؤلاء بما يلي:
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرؤوا إن شئتم: {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا})، متفق عليه.
حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: أنه كان يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مِمَّ تضحكون؟ ) قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه، فقال:(والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أُحُد)(٥).
(١) انظر: النهاية في الفتن (٢/ ٢٥، ٢٦)، وشرح العقيدة الطحاوية (٦١١). (٢) انظر: المنهاج للحليمي (١/ ٣٨٧)، وتوضيح المقاصد -شرح نونية ابن القيم- لابن عيسى (٢/ ٥٩٣)، وشرح العثيمين على لمعة الاعتقاد (١٢١). (٣) انظر: معالم التنزيل (٢/ ١٤٩)، وتفسير القرآن العظيم (٢/ ٣٢٤)، ومعارج القبول (٢/ ١٨٤)، والتنبيهات السنية (٢٢٩)، وشرح الشيخ ابن عثيمين على لمعة الاعتقاد (١٢١). (٤) انظر: بهجة الناظرين (٥٢٩)، وتحقيق البرهان (٥٨)، ولوامع الأنوار (٢/ ١٨٧). (٥) أخرجه أحمد (٦/ ٣٦) ح (٣٩٩١)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ٧٨) =