وعامة العلماء على أن الجنة مخلوقة موجودة لقوله: ﴿أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)﴾ [آل عمران: ١٣٣]، وهو نص حديث الإسراء وغيره في الصحيحين وغيرهما. [٤/ ٢٠١]
﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ﴾ هذا من صفة المتقين الذين أعدت لهم الجنة وظاهر الآية أنها مدح بفعل المندوب إليه و ﴿السَّرَّاءِ﴾ اليُسر و ﴿وَالضَّرَّاءِ﴾ العُسر. قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل. [٤/ ٢٠٢]
(٣٩٦) من قوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ [آل عمران: ١٣٤].
كظم الغيظ رده في الجوف يقال: كظم غيظه أي سكت عليه، ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه.
والغيظ أصل الغضب وكثيرًا ما يتلازمان لكن فُرقان ما بينهما أن الغيظ لا يظهر على الجوارح بخلاف الغضب فإنه يظهر في الجوارح مع فعل ما ولا بد.
(٣٩٧) من قوله تعالى: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١٣٤].
فمدح الله تعالى الذين يغفرون عند الغضب وأثنى عليهم فقال: ﴿وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧)﴾ [الشورى: ٣٧]، وأثنى على الكاظمين الغيظ بقوله: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾، وأخبر أنه يحبهم بإحسانهم في ذلك ووردت في كظم الغيظ والعفو عن الناس وملك النفس عند الغضب أحاديث وذلك من