* وأما قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أشراط الساعة:"حتى تلد الأمة ربتها":
فعنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أن الحديث ورد بالتأنيث، فيحمل النهي على أنه موجه للذكر فلا يقال ذلك له لما فيه من إيهام المشاركة لله تعالى، أما الأنثى فإن إيهام المشاركة فيها معدوم.
وثانيها: أن يقال إن إطلاق لفظ "الرب" على الذكر محرم للنهي الوارد في الحديث -"لا يقل أحدكم أطعم ربك "- وأما الأنثى فيكره لورود الحديث بذلك - "أن تلد الأمة ربتها".
وثالثها: ما استظهره الشيخ سليمان بن عبد الله وهو أن يقال: إن هذا الحديث ليس فيه إلا وصفها بذلك لا دعاؤها به وتسميتها به، وفرق بين الدعاء والتسمية وبين الوصف، كما تقول: زيد فاضل وتصفه بذلك ولا تسميه به ولا تدعوه به (١٤).
* وأما قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ضالة الإبل:"حتى يلقاها ربُّها".
فيجاب عنه: بأن ما لا تعبد عليه من سائر الحيوان والجماد يجوز إطلاق هذا الاسم عليه عند الإضافة كقولك: رب الدار ورب الدابة ورب الثوب ونحوها (١٥)
(١٣) في مشكل الآثار (١/ ٣٣٨)، وانظر الأذكار للنووي (٥٢٠). (١٤) انظر: تيسير العزيز الحميد ص (٦٥٤). (١٥) انظر: مشكل الآثار (١/ ٣٣٩)، أعلام الحديث (٢/ ١٢٧١)، النهاية في غريب الحديث (٢/ ١٧٩) الأذكار للنووي (٥٢٠)، فتح الباري (٥/ ١٧٩).