قال علماؤنا، رحمهم الله، وإنّا لنخاف أن يدخل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -،"وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عَنْهُ"(٢).
وأما قوله (التَّصُفِيحُ (٣) لِلِنّسَاءِ) (٤) فقال (ش): أراد به بيان شرع (٥)، وقال مالك، رضي الله عنه، أراد به بيان حال (٦) لأن هذا حكمهن في الشريعة، والحق أحق أن يتّبع قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (إِنَّ الشَّيْطَانَ تَعَرَّضَ لِي في صَلَاتي فَإِنْ كَانَ شَيْء فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ ولَيُصَفِّق النِّسَاءُ) هذا نص (٧) قيل كيف يتسلط الشيطان عليه والعصمة قد ضمنت له.
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه:
أحدها: إنا نقول: إنما ضمنت له العصمة في الآية من الناس لا من الشيطان. وضمنت له العصمة بدليل آخر من الشيطان في المعاصي دون الوسواس والنزغ. ألا تري إلى قوله تعالى:{وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزَغٌ فَآسْتَعِذْ بِآللِّه}(٨).
ا) رواية الشعبي، لمِ أطلع عليها، وقد رواه النسائي من طريق ثور بن يزيد عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاس أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَان يَلْحَظُ في الصلاة يمينًا وشمالًا لا يلوي عنقه خلف ظهره. النسائي ٣/ ٩، والترمذي ٢/ ٤٨٢ - ٤٨٣. وقال هذا حديث غريب، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٣٦ وقال صحيح على شرط البخاري، وأقرّه الذهبي، ونقل الزيلعي في نصب الراية ٢/ ٩٠ عن ابن القطان قوله: هذا حديث صحيح وإن كان غريبًا لا يعرف إلا من هذه الطريق فإن عبد الله بن سعيد وثور بن يزيد ثقتان، وعكرمة احتج به البخاري فالحديث صحيح. درجة الحديث: صحيح. (٢) البخاري في كتاب العلم باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ١/ ٢٦ وفي الصلاة باب الحلق والجلوس في المسجد ١/ ١٢٨، ومسلم في السلام باب من أتى مجلسًا فوجد فرجة فجلس فيها ٤/ ١٧١٣ والموطّأ ٢/ ٩٦٠، والترمذي ٥/ ٧٣، والبغوي في شرح السنة ٢/ ٢٩٨ - ٢٩٩ كلهم عن أبي واقد الليثي. (٣) قال ابن الأثير في النهاية ٣/ ٣٣ االتصفيح والتصفيق واحد؛ وهو ضرب صفحة الكف في صفحة الكف الآخر. (٤) متفق عليه، البخاري في كتاب الأذان باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإِمام الأول فتأخر الأول ١/ ١٧٤ , ومسلم في الصلاة باب تقديم الجماعة من يصلي بهم ١/ ٣١٦، والموطأ ١/ ١٦٣، وأبو داود ١/ ٥٧٨ , وابن ماجه ١/ ٣٣٠ كلهم عن سهل بن سعد. (٥) انظر المجموع للنووي ٤/ ١٤. (٦) انظر بداية المجتهد ١/ ١٦٨. (٧) في (ك) و (م) زيادة فإن. (٨) سورة الأعراف آية ٢٠٠.