فهذا الحديث يفيد سرعة مبادرة الصحابة إلى الطاعة حتى عندما يجدون في التكليف مشقة. وقد عرف الله تعالى منهم حسن الطاعة فأثابهم بالتخفيف عنهم والتوسعة عليهم، كما قال ابن عباس رضي الله عنه عندما قرأ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} قال: هم المؤمنون وسَّعَ الله عليهم أمر دينهم فقال {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(٢).
وقد جاء في الحديث النبوي "أن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"(٦).
والحديث يوافق الآية {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} حيث استجاب الله تعالى لهم فقال: نعم كما في صحيح مسلم.
قال ابن كثير في معنى الدعاء في الآية: أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان، أو فعلنا حراماً كذلك، أو أخطأنا الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي" (٧).
(١) صحيح مسلم رقم الحديث ١٢٥. وقارن برواية سنن الترمذي رقم الحديث ٢٩٩٢. (٢) الحج:٧٨. (٣) البقرة:١٨٥. (٤) التغابن:١٠٦. (٥) تفسير الطبري: ٣/ ١٥٤. (٦) سنن ابن ماجة رقم الحديث ٢٠٤٥. (٧) تفسير ابن كثير ١/ ٣٤٢ - ٣٤٣.