وعَن جَابِرِ بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذات الرقاع، فلما قفل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قفل معه، فأدركتهم القائلة في وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ (٢)، فَنَزَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ في الْوَادِي يَستَظِلُّونَ بِالشَّجرِ، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سَمُره فعلَّق بها سيفه، قال جابر: فنمنا نومة ثم إذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هذا اخترط سيف وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ في يَدِهِ صلتًا (٣)، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: الله، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ"، ثُمَّ لَمْ يعاقبه رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (٤).
وفي رواية أحمد عَنْ جَابِرِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُحَارِبَ بن حفصة فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: غَوْرَثُ بن الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ:"الله عزّ وجلّ"، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:"مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ "، قَالَ: كُنْ كَخَيرِ آخِذٍ، قَالَ:"أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وأني رسول الله"، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أُعَاهِدُكَ أَنْ لَا أُقَاتِلَكَ، وَلَا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فأتى قومه فقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ (٥).
(١) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤١٢٩)، كتاب: المغازي، باب. غزوة ذات الرقاع، ومسلم (٨٤٢)، كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف. (٢) العضاه: كلُّ شجر عظيم له شوك. (نهاية). (٣) صلتًا: أي مجردًا من غمده. (٤) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤١٣٥)، كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (٨٤٣)، كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف. (٥) صحيح: أخرجه أحمد (١٥١٢٨)، بإسناد صحيح.