فقال الشيخ: يا أبا محمد لئن هلك قبل أن تكيل له بالصاع الّذي كان به يكيل لتحتلبنّ بنو أميّة من بعده دما.
محمد بن عبد الرحمن الجمحيّ عن أبيه عن جدّه أنّه قال: قدمت الشام في خلافة الوليد بن عبد الملك فدخلت يوما مسجد دمشق فرأيت عليّ بن عبد الله جالسا فجلست إليه فقال: اسمع ما يقول هؤلاء المشيخة، فالتفتّ فإذا مشيخة من أهل الشام يقرظون بني أميّة ويقضئون [٤] بني هاشم، فاسترجعت، فأخذ بيدي، ثم نهض ونهضت معه، فلما خرج من المسجد تمثل قول نابغة بني جعدة [٥] :
[١] في الأصل: «فإن أعجل إليك عليك فأنت همي» . [٢] هو يزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي، جاهلي. انظر الأغاني ج ١١ ص ١٥٥. [٣] في الأصل: «ولم يوفها الصاع بالكيل بالصاع مترعا» وهو غير مستقيم الوزن ولعل ما أثبتنا أقرب إلى الصواب. [٤] في الأصل: «يقصئون» . ويقضئون يعيبون. [٥] هو عبد الله بن قيس، شاعر مخضرم. انظر ترجمته في الشعر والشعراء (ط. بيروت ١٩٦٤) ج ١ ص ٢٠٨- ٢١٤.