قال:"هذا يُجانَبُ، وهو فَوْقَ المُبْتَدعِ، وما أراهُ إلَّا جَهْمِيًّا، وهذا كلامُ الجَهْمية، القرآن ليسَ بمخلوقٍ، قالتْ عائشةُ رضي الله عنها: قالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ...} الآية، قالتْ: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيتمُ الذين يتّبعون ما تَشابَهَ منه فَاحْذَروهم، فإنَّهم هم الذينَ عنى الله" (٢٥). فالقرآن ليسَ بمخلوقٍ"(٢٦).
٦ - إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النَّيْسابوريّ عنه.
قال: سمعتُ أبا عبد الله -يعني أحمد- يقول:
"مَن زعَمَ أنَّ لَفظي بالقرآنِ مخلوقٌ فهو جَهْميٌّ".
وقال:"أرأيتَ جبريلَ عليه السَّلام حيث جاءَ إلى النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فَتَلا عليهِ، تلاوةُ جبريلَ للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- أكانَ مخلوقاً؟ ما هو مَخْلوق"(٢٧).
وقال: وسألتُهُ عن الذي يقول: لَفْظي بالقرآن مخلوق؟
قال:"هذا كلامُ جَهْمٍ، مَنْ كانَ يُخاصِمُ منهم فلا يُجالَسُ، ولا يُكلَّمُ، والجَهْمىَ كافرٌ"(٢٨).
(٢٥) هو عين الحديث الذي سبق قريباً في التعليق رقم (١٤) من هذا الباب. (٢٦) "المسائل" ص: ٢٦٥. (٢٧) "مسائل ابن هانىء" ٢/ ١٥٢ - ١٥٣. (٢٨) "مسائل ابن هانىء" ٢/ ١٥٤.