سَبيلٍ إلى ثالثٍ، فمَن لم يتَّبعِ الرَّسولَ -صلى الله عليه وسلم-؛ فلا بُدَّ أنْ يَتَّبعَ الهَوى، وقدْ قال الله تعالى:{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[ص: ٢٦].
فاتِّباعُ مَحْضِ العُقولِ دونَ ما جاءَ به الرَّسولُ اتِّباعٌ للهَوى، وعُدُولٌ عنِ الصِّراط المُستقيم.
فالصِّراطُ المستقيمُ واحدٌ، والحَيْدُ عنه يكونُ إلى سُبُلٍ متشعِّبةٍ، ولقَدْ صوَّر ذلكَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أحسَنَ تصويرٍ بأحْسَنِ عِبَارةٍ؛ فعن عبد الله بن مَسعودٍ رضي الله عنه قال: خَطَّ لَنا رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم - خطّاً، ثُمَّ قالَ:"هذا سبيلُ الله". ثمَّ خَطَّ خُطوطاً عن يَمينهِ وعن شِمالِه، ثمَّ قال:"هذه سُبُلٌ مُتفرِّقةً، على كلِّ سَبيلٍ منها شيطانٌ يَدْعو إليه". ثُمَّ قرأ:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}(٣).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الطيالسي رقم (٢٤٤) وأحمد رقم (٤١٤٢، ٤٤٣٧) والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" ٧/ ٤٩ - والدارمي رقم (٢٠٨) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (١٧) وابن نصر في "السنة" ص: ٥ والبزار رقم (٢٢١٠ - كشف الأستار) وابن حبان رقم (١٧٤١، ١٧٤٢ - موارد) وابن وضاح في "البدع" ص: ٣١ والحاكم ٢/ ٣١٨ وابن الطبري في "السنة"رقم (٩٢ - ٩٤) والبغوي في "شرح السنة" ١/ ١٩٦ من طرق عن عاصم بن أبي النُّجود عن أبي وائل عن عبد الله به. وقال الحاكم "حديث صحيح الإسناد". قلت: إسناده جيد.