وقد سبَقَ الإِمامَ أحمد إلى هذا الاحتجاج شيخُه الإمامُ سفيانُ بن عُيَيْنَةَ الهِلاليُّ الحافظُ الثِّقَةُ الحُجَّةُ، فقالَ رَحمه الله:
"ما يَقولُ هذا الدُّوَيْبَّةُ؟ " -يعني بشرًا المَريسِيّ-.
قالوا: يا أبا محمَّدٍ، يزعُمُ أنَّ القُرآنَ مَخلوقٌ، فقالَ:
"كَذَبَ، قال الله عَزَّ وجَلَّ:{أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ} فالخَلْقُ خَلْقُ الله تبارك وتعالى، والأمْرُ القرآنُ"(٤١).
قال الحافظُ هبةُ الله ابنُ الطَّبَريّ عقبَ هذا: "وكذلكَ قالَ أحمدُ بن حنبل ونُعَيْمُ بن حمَّادٍ، ومحمَّدُ بن يحيى الذُّهْليُّ، وعَبْدُ السَّلام بن عاصمٍ
(٣٨) رواه حنبل في "المحنة" ص: ٥٣ عن أحمد. (٣٩) رواه حنبل في "المحنة" ص: ٥٤ عنه. (٤٠) رواه صالح ابنه في "المحنة" روايتة ص: ١٢٠ - ١٢١. (٤١) رواه الآجري في "الشريعة" ص: ٨٠ وابن الطبري في "السنة" رقم (٣٥٨) والخطيب في "تاريخ بغداد" ٩/ ٨٨ - ٨٩ بسند جيد عنه.