٢ - حديثُ أنَس بن مالكٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ:
"يَقولُ الله تَبارَكَ وتعالى لأهْوَنِ أهْلِ النَّارِ عَذاباً: لَوْ كانتْ لكَ الدُّنيا وما فيها أكنتَ مُفتدياً بها؟ فيقولُ: نَعَمْ، فيقولُ: قَدْ أرَدْتُ منكَ أهونَ مِنْ هذا وأنتَ في صُلْبِ آدَمَ: أن لا تُشْرِكَ -أحسَبُه قالَ: ولا أدْخِلَكَ النَّارَ- فأبَيْتَ إلاَّ الشِّركَ"(٣٦).
قلتُ: وهذه الأوجهُ الثَّلاثةُ من التكليم لم يَقع شَيْءٌ منها بعدُ، وإنَّما دلَّتِ النصوصُ الَّتي سُقنا على الإِخبار عن وقوعِها، وإِنَّما تَقع بعدَ نهايةِ الدُّنيا يومَ تقومُ الساعةُ، وبَعْدَئِذٍ، خلافاً للمبتدعة القائلينَ: إنَّ الله قَدْ تكلَّمَ
(٣٦) حديث صحيح. أخرجه أحمد ٣/ ١٢٩ والبخاري ٦/ ٣٦٣ و ١١/ ٤١٦ مسلم رقم (٢٨٠٥) من حديث شعبة عن أبي عِمران الجَوْني عن أنس به. وأبو عمران اسمه: عبد الملك بن حَبيب.