فصار الأب بهذه المعاني أولى بالولاية في النكاح من سائر العصبة.
يرى المالكية ورواية عند الحنفية أن أولى الناس هو الابن (١) :
١- لأنه أولى بميراث هذه المرأة.
٢- وهو أقوى تعصباً من غيره.
والصحيح والله أعلم: أن الأب هو أولى، وذلك لعدة أسباب:
أ- أن الابن هو موهوب الأب، بمعنى أن الأب هو سبب وجود هذا الابن، ولولا وجود الأب لما وجد هذا الابن، كما قَال الله على لسان إبراهيم:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ}(٢) وفي الحديث: (أنت ومالك لأبيك) ، وفي رواية (أنت ومالك لوالدك)(٣) فلا يقدم الموهوب على الواهب.
ب- أن الأب يعتبر أصل، والابن يعتبر فرع، فلا يقدم الفرع على الأصل بل يبقى الأصل هو مقدماً.
ج- أن الأب تولى هذا الابن، فكان ولياً عليه في حال صغره وسفهه وجنونه، فيكون الأب مقدماً على الابن. (٤)
ثانياً: إذا عدم الأب فالجد هو المقدم، لأنه يأتي بعد الأب في كمال الشفقة
(١) انظر: البحر الرائق ٣/١٢٧ وبدائع الصنائع ٣/١٣٧١ والمدونة ٢/١٦١ وشرح الخرشي على مختصر خليل ٣/١٨٠ والكافي لابن عبد البر ٢/٥٢٥. (٢) سورة إبراهيم آية ٣٩. (٣) رواه أحمد في المسند ٢/١٧٩ وانظر: سنن أبي داود كتاب البيوع باب في الرجل يأكل من مال ولده ٣/٢٨٩ رقم ٣٥٣٠ وحسنه الألباني في إرواء العليل ٣/٣٢٥ (٤) انظر: المغني ٩/٣٥٦.