٣- وقسم استأثر به في علم غيبه فلم يطلع عليه أحد من خلقه. ولهذا قال:"استأثرت به " أي انفردت بعلمه، وليس المراد انفراده بالتسمي به، لأن هذا الانفراد ثابت في الأسماء التي أنزل بها كتابه١.
وقال الخطابي عند هذا الحديث:(فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها
في كتابه حجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم) ٢.
وقال ابن كثير:(ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصزة في تسعة وتسعين) ٣، واستدل لذلك بهذا الحديث.
٢- ومما يستدل به ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده:
"اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"٤.
والشاهد من الحديث هو قوله:"لا أحصي ثناء عليك".
وأما عن وجه الاستشهاد فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية:(فأخبر أنه لا يحصي ثناء عليه، ولو أحصى أسماءه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمأنه) ٥.
٣- ويستدل كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: "فيفتح علي من
١ بدائع الفوائد ١/ ١٦٦. ٢ كتاب شأن الدعاء ص ٢٤ ٣ تفسير ابن كثير ٢٦٩/٢ ٤ أخرجه مسلم في صحيحه ٥١/٢، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع ٥ درء تعارض العقل والنقل ٣/ ٣٣٢، ٣٣٣