إنّ مَثَل الغافل عن ذكر الله مثَلُ الميِّت، وقد تقدّم معنا أنّ الذِّكر هو حياةً القلوب حقيقةً، فلا حياة لها بدونه، وحاجتها إليه أعظم من حاجة السّمك إلى الماء، فالقلب الذَّاكر هو القلب الحيّ، والقلب الغافل هو القلب الميِّت.
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَثَل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكره مَثَلُ الحيِّ والميِّت". ولفظ مسلم:" مَثَل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مَثَلُ الحيِّ والميِّت"٤.
ففي هذا التمثيل كما يقول الشوكاني رحمه الله: "منقبةٌ للذَّاكر
١ سورة الأعراف، الآية: (١٧٩) . ٢ سورة يونس، الآية: (٧) . ٣ سورة الروم، الآية: (٧) . ٤ صحيح البخاري (رقم:٦٤٠٧) ، وصحيح مسلم (رقم:٧٧٩)