فمما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقوع فتنة يقتل فيها عثمان بن عفان رضي الله عنه، ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال:"ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمر رجل فقال: يقتل فيها هذا المقنع يومئذٍ، قال: فنظرت، فإذا هو عثمان بن عفان"(٣).
ويروي كعب بن مرة (٤) البهزي رضي الله عنه قصة مشابهة لهذه القصة، فقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة فقرَّبها: فمرّ عثمان مقنَّعاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يشير إلى عثمان:"هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى".
وسواء أكانت هاتان الروايتان لقصتين اثنتين أم لواحدة، فإنَّ إخبار
(١) سورة البقرة، الآية: (٢٥٥). (٢) سورة الجن، الآية: (٢٧). (٣) رواه أحمد، المسند (٢/ ١١٥)، وبتحقيق أحمد شاكر (٨/ ١٧١)، والترمذي، تحفة الأحوذي (١٠/ ٢٠٣) وصححه الحافظ ابن حجر، وأحمد شاكر، وتصحيح الحافظ له نقله المباركفوري في الموضع السابق من التحفة، انظر الملحق، الرواية رقم: [٥]. (٤) كعب بن مرة، ويقال: مرة بن كعب السلمي، صحابي، سكن البصرة، ثم الأردن، مات سنة بضع وخمسين ٤ (التقريب/ ٥٦٥٠).