"من كان منكم ذا هم بعيد، وجمل شديد، ومزاد١ جديد؛ فليلحق بقصر عمان المشيد٢؛ فكانت أزد عمان، ثم قالت: من كان منكم ذا جلد وقسر٣، وصبر على أزمات الدهر؛ فعليه بالأراك٤ من بطن مر٥، فكانت خزاعة، ثم قالت: من كان منكم يريد الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل٦؛ فليلحق بيثرب ذات النخل، فكانت الأوس والخزرج، ثم قالت: من كان منكم يريد الخمر الخمير، والملك والتأمير، ويلبس الديباج والحرير، فليحلق ببصرى وغوير، "وهما من أرض الشام"، فكان الذي سكنوها من آل جفنة من غسان، ثم قالت: من كان منكم. يد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المهراق، فليلحق بأرض العراق، فكان الذين سكنوها آل جذيمة الأبرش، ومن كان بالحيرة وآل محرق٧".
"مجمع الأمثال: ١: ١٨٦".
١ المزاد والمزايد جمع مزادة: وهي الراوية. ٢ المشيد: المرفوع، قال مسلم بن الوليد في رثاه يزيد بن مزيد: أما هدت لمصرعه نزار؟ بلى، وتقوض المجد المشيد. ٣ قسره على الأمر: قهره. ٤ الأراك: القطعة من الأرض، وموضع بعرفات، وجيل بهذيل. ٥ مر بن أد بن طابخة. ٦ المحل: الشدة والجدب. ٧ هو عمرو بن هند؛ لأنه حرق مائة من بني تميم.