للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصبح يوم الاثنين وقد امتنع الناس من الاجتماع به، فأشاع الأمير قوصون والأمير بشتك أنّ السلطان قد أعفى أجناد الحلقة من التجريد إلى تبريز ونودى بذلك، وفرح الناس بذلك فرحا زائدا، إلا أنه انتشر بين الناس أنّ السلطان قد انتكس فساءهم ذلك.

ثم أخذ الأمراء فى إنزال حرمهم وأموالهم من القلعة [حيث سكنهم «١» ] إلى القاهرة، فارتجّت القاهرة ومادت بأهلها واستعدّ الأمراء لا سيما قوصون وبشتك، فإن كلّا منهما احترز من الآخر وجمع عليه أصحابه. وأكثروا من شراء الأزيار والدّنان وملئوها ماء، وأخرجوا القرب والرّوايا والأحواض وحملوا إليهم «٢» البقسماط «٣» والرقاق والدقيق والقمح والشعير خوفا من وقوع الفتنة، ومحاصرة القلعة، فكان يوما مهولا، ركب فيه الأوجاقية وهجموا الطواحين لأخذ الدقيق ونهبوا الحوانيت التى تحت الفلعة والتى بالصليبة «٤» .

هذا وقد تنكّر ما بين قوصون وبشتك واختلفا حتى كادت الفتنة تقوم بينهما، وبلغ ذلك السلطان فازداد مرضا على مرضه، وكثر تأوّهه وتقلّبه من جنب إلى جنب، وتهوّس بذكر قوصون وبشتك نهاره. ثم استدعى بهما فتناقشا «٥» بين يديه