وفى يوم الاثنين المذكور أفرج السلطان عن الصاحب شمس الدين موسى «١» ابن التاج إسحاق وأخيه «٢» ونزلا من القلعة إلى الجامع «٣» الجديد بمصر. وكان شمس الدين هذا قد وشى به النّشو حتّى قبض عليه السلطان، وأجرى عليه العقوبة أشهر إلى أن أشيع موته غير مرّة، وقد ذكرنا أمر عقوبة شمس الدين هذا وما وقع له فى ترجمته فى تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» ، فإنّ فى سيرته عجائب فلينظر هناك. قال الشيخ كمال الدين جعفر [بن «٤» ثعلب] الأدفوىّ فى يوم الاثنين هذا، وفى معنى مسك النّشو وغيره هذه الأبيات:
إنّ «٥» يوم الاثنين يوم سعيد ... فيه لا شكّ للبرية عيد
أخذ الله فيه فرعون مصر «٦» ... وغدا النّيل فى رباه يزيد
وقال الشيخ شمس الدين محمد [بن عبد «٧» الرحمن بن على الشهيربا] بن الصائغ الحنفى فى معنى مسك النّشو والإفراج عن شمس الدين موسى وزيادة النيل هذه الأبيات:
لقد ظهرت فى يوم الاثنين آية ... أزالت بنعماها عن العالم البوسا
تزايد بحمر النيل فيه وأغرقت ... به آل فرعون وفيه نجا موسى