قال المعترض ما نصُّه:(هذا إنما يتمشّى على القول: بأن (لاسيَّما) من أدوات الاستثناء وهو ضعيف، والرَّاجح خلافه كما نصَّ عليه غير واحد من المحققين (١) ؛ لأنَّ ما بعدها أولى بالحكم ممَّا قبلها، فلا مخالفة بالنَّفي والإثبات الَّذي هو معتبَرٌ في الاستثناء، [ومجرد التخالف بالأولويَّة وعدمها لا يوجب كونها من أدوات الاستثناء](٢) كما هو ضروريٌّ وإذا علمت ذلك علمت بطلان الترديد المذكور في كلامه كما لا يخفى، وممَّا يرشح لذلك قول ابن مالك في " التسهيل "(٣) : (والمذكور بعد لاسِيّما منبَّهٌ على أولويّته بالحكم لا مستثنى) انتهى كلامه.
وأقول: قوله (هذا إنما يتمشّى ٠٠٠ إلخ) قد سبق منعه في توجيه [وجوب](٤) حذف المبتدأ فلا يفيده؛ وأمَّا قوله:(لا مخالفة بالنَّفي والإثبات ٠٠٠ إلخ) فيجيب عنه القائل: بأنها من أدوات الاستثناء و [بقوله](٥) هو مخرج من المساواة المفهومة من الكلام، ومعنى قولك:(ساد العلماءُ ولاسيّما زيدٌ) تساوى العلماء في السّيادة إلاَّ زيد فإنه فاقهم [فوجب](٦) التخالف بالنَّفي والإثبات وإن كان تكلُّفا، وأمَّا معارضة ما قاله ابن مالك لما سبق فظاهرة، وذلك أنَّ مقتضى [٤/أ] ما سبق أنه لا يقع بعد ولاسيَّما جملة أصلا، وهو قد صرَّح بأنَّ الجملة تقع بعدها، فيلزمه جواز التصريح بالمبتدأ في نحو:(ساد العلماءُ ولاسيّما زيدٌ) فيقال: (ولاسيّما هو زيد) ، وأيّ فارقٍ بين الجملة الفعلية والاسميَّة حتى تقع الأولى بعدها دون الثانية؟
(١) ينظر مصادر الخلاف في هامش (٤٩) . (٢) ما بين المعكوفين زيادة من " أ " و " ب ". (٣) ينظر التسهيل ١٠٧، وشرح التسهيل ٢/ ٣١٢. (٤) ما بين المعكوفين زيادة من " أ " و " ب ". (٥) في الأصل: وبقول، وما أثبته من " أ ". (٦) في الأصل: فوجد، وما أثبته من " أ ".