الفعل الحقيقيَّ لغيرها وهو الزوج لما كان بعيداً، وإنَّما الذي يحصل به فعل لها في نفسها حقيقة هو تزيُّنها وتجمُّلها للخطَّاب ونحو ذلك، والله أعلم.
وأمَّا قوله: إنَّ اختيار الأزواج مذكور في الآية- أي قبلها- في قوله تعالى:{إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} .
فهذا- والله أعلم- أقرب إلى أنَّ يكون دليلاً على أنَّ العقد بيد طرف ثالث حينما يتراضى الزوجان؛ فإنَّه لو كان النكاح صحيحاً بعقدها مع زوجها فلا مُكره لهما حين يتراضيان، وإنَّما يتصوَّر إلا كراه ومعارضة هذه الرغبة من طرف ثالث وهو الوليّ في منعه وليَّته من النكاح١، والله أعلم.
١ انظر في معنى هذه الآية كتب التفسير التالية: ابن جرير الطري (٢/٣٢٠) ، ابن كثير (١/٢٨٥) ، تفسير الأحكام لابن العربي (١/٢٠٨-٢١٢) ، القرطبي (٣/١٨٧) . ٢ سورة البقرةمن– آية رقم: ٢٣٠.