أي كما يخاف بعضكم بعضاً، {كَذَلِكَ١ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَومٍ يَعْقِلُونَ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} ٢.
وكذلك كلّ أحدٍ يعلم بفطرته أنّ الذكر أفضل من الأنثى٣.
وكانت العرب أشدّ كراهية للبنات من غيرهم، حتى كان منهم من يئد البنات، ويدفن البنت وهي حيّة٤، حتى قال تعالى:{وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} ٥، وقال تعالى:{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدَّاً وَهُوَ كَظِيم يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّه في الترابِ} ٦. وكانوا لا يُورِّثون الإناث.
١ في ((ط)) : وقوله: وكذلك. وهو مخالف لما في ((خ)) ، و ((م)) ، ومخالف لسياق الكلام أيضاً. ٢ سورة الروم، الآيتان ٢٨-٢٩. ٣ ومن الآيات الدالة على تفضيل الرجال على النساء: قوله تعالى يحكي عن امرأة عمران: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة آل عمران، الآية ٣٦] . وقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ..} [سورة النساء، الآية ٣٤] . ٤ قال ابن الجوزي رحمه الله: "قال اللغويون: الموءودة: البنت تدفن وهي حية، وكان هذا من فعل الجاهلية. يقال: وأد ولده، أي دفنه حياً. قال الفرزدق: ومنّا الذي منع الوائدا ... ت فأحيا الوئيد ولم يُوأد زاد المسير لابن الجوزي ٩٤٠. وانظر بعض القصص عمن دفن بناته وهن أحياء. انظر: تفسير ابن كثير ٤٤٧٧-٤٧٨. ٥ سورة التكوير، الآيتان ٨، ٩. ٦ سورة النحل، الآيتان ٥٨-٥٩.