للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقّان؛ الحقّ المقيّد، والحقّ المطلق؛ وهو الربّ. وتبيَّنتُ أنّه لا يُثبتُ شيئاً من الصفات، ولا ما يتميّز به موجود عن موجود؛ فإنّ ذلك يُقيّد شيئاً من الإطلاق.

وسألني هذا١ عمّا يحتجّون به من الحديث؛ مثل الحديث المذكور في العقل، وأنّ أوّل ما خلق الله تعالى العقل٢، ومثل حديث: كنتُ كنزاً لا


١ يعني الرجل الذي في الاسكندرية، الذي طلب منه أن يشرح له كلام أصحاب وحدة الوجود.
٢ رواه أبو نعيم في الحلية ٧٣١٨ عن عائشة بلفظ: ":حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ أوّل ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل، فقال: أقبِل، فأقبل. ثمّ قال: أدبِر، فأدبَر. ثمّ قال: ما خلقتُ شيئاً أحسن منك، بك آخذ، وبك أُعطي". قال أبو نعيم: غريب من حديث سفيان. ومنصور الزهري أحد رواة الحديث - لا أعلم له راوياً عن عبد الحميد إلا سهلاً، وأراه واهماً فيه.
وقد بيَّن العلماء أنّه حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد قال أبو الفرج ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (الموضوعات لابن الجوزي ١١٧٤) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "وهذا الحديث كذب موضوع على النبيّ صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك أهل العلم بالحديث؛ كأبي جعفر العقيليّ، وأبي حاتم البستي، وأبي الحسن الدارقطني، وأبي الفرج بن الجوزي، وغيرهم". الجواب الصحيح ٥٤٠-٤١. وانظر: بغية المرتاد ص ١٧١-١٧٨. ومجموع الفتاوى ١٢٤٤، ١٨١٢٢-١٢٣، ٣٣٦-٣٣٨. ودرء تعارض العقل والنقل ٥٢٢٤. ومنهاج السنة النبوية ٨١٥-١٦. وكتاب الصفدية ١٢٣٨-٢٣٩. والرد على المنطقيين ص ١٩٦-١٩٧. والفرقان بين أولياء الله وأولياء الشيطان ص ٢٠٦.
قال ابن القيم: أحاديث العقل كلها كذب. انظر: المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص ٦٦-٦٧. وانظر: اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي ١١٢٩-١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>