إمّا أن [تُعين] ٢ صاحبها على البر والتقوى؛ فهذه أحوال نبيّنا ومن اتبعه؛ خوارقهم لحجّة في الدين، أو حاجةً للمسلمين.
والثاني: أن تعينهم على مباحات؛ كمن [يُعينه] ٣ الجنّ على قضاء حوائجه المباحة؛ فهذا متوسط، وخوارقه لا ترفعه ولا تخفضه. وهذا يُشبه تسخير الجنّ لسليمان [عليه السلام] ٤. والأول مثل إرسال نبيّنا إلى الجنّ يدعوهم إلى الإيمان؛ فهذا أكمل من استخدام الجنّ في بعض الأمور المباحة؛ كاستخدام سليمان [عليه السلام] ٥ لهم في محاريبَ، وتماثيلَ، وجِفانٍ [كالجوابِ] ٦ وقدورٍ راسيات، [اعملوا آل داود شُكراً] ٧؛ قال تعالى:{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ [كَالجَوَابِ] ٨ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْملُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرَاً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور} ٩، وقال تعالى:{وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِير} ١٠.
ونبيّنا أُرسل إليهم يدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته؛ كما أُرسل إلى الإنس. فإذا اتّبعوه، صاروا سعداء. فهذا أكمل له ولهم من ذاك.
١ انظر أيضاً: مجموع الفتاوى ١١/٣١٩-٣٢٠، ٣٢٣-٣٢٩. ٢ في ((خ)) : يعين. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . ٣ في ((م)) ، و ((ط)) : تعينه. ٤ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) . ٥ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) . ٦ في ((م)) ، و ((ط)) : كالجوابي. ٧ ما بين المعقوفتين ليس في ((م)) ، و ((ط)) . ٨ في ((م)) ، و ((ط)) : كالجوابي. ٩ سورة سبأ، الآية ١٣. ١٠ سورة سبأ، الآية ١٢.