قوله:"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم": أعوذ بالله أي: الجأ إليه واعتصم به، قال أبو عثمان في الأفعال: عاذ بالله عوذًا، وأعاذ: لجأ إليه.
"والشيطان": قال الواحدي: هو كل متمردٍ عاتٍ من الجن والإنس، قال الله تعالى {شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِن} ١.
قال الليث: الشيطان من شطن، أي: بعد لبعده من الخير وقيل: مشتق من شاط يشيط إذا هلك واحترق.
"والرجيم" قال أبو البقاء في "إعرابه"٢: الرَّجيمُ فعيلٌ بمعنى مفعول، أي مرجوم بالطرد واللعن، وقيل: هو فعيل بمعنى فاعل، أي: يرجم غيره بالإغواء.
قوله:"بسم الله الرحمن الرحيم" فالباء متعلق بمحذوف، تقديره أبدأ باسم الله، أو أَتَبَرَّكُ، وأسقطت الألف من الاسم طلبا للخفة لكثرة الاستعمال، وقيل: لما اسقطوا الألف، ردوا طولها على الباء ليكون دالا على سقوط الألف. وذكر أبو البقاء في الاسم خمس لغات٣: إسم، وأسم "بكسر الهموة وضمها"، وسِمٌ وسُمٌ "بكسر السين وضمها" وسُمًى كهدًى، وفي معناه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه بمعنى: التسمية.
والثاني: أن في الكلام حذف مضاف، تقديره: بإسم مسمى الله.
١ سورة الأنعام: الآية ١١٢. ٢ انظر "إملاء ما مَنَّ به الرحمن": ١/ ٤. وانظر أيضا. "إعراب القرآن الكريم وبيانه": ١/ ٨. ٣ انظر "إملاء ما مَنَّ به الرحمن" ١/ ٤ و"إعراب القرآن الكريم وبيانه": ١/ ٨.