فالشروط حينئذ خمسة: كونه مصدرا؛ فلا يجوز:"جئتك السمن والعسل"، قاله الجمهور، وأجاز يونس:"أما العبيد فذو عبيد"، بمعنى: مهما يذكر شخص لأجل العبيد فالمذكور ذو عبيد، وأنكره سيبويه؛ وكونه قلبيا؛ فلا يجوز:"جئتك قراءة للعلم"، ولا "قتلا للكافر"، وأجاز الفارسي:"جئتك ضرب زيد": أي: لتضرب زيدا؛ وكونه علة؛ فلا يجوز:"أحسنت إليك إحسانا إليك"؛ لأن الشيء لا يعلل بنفسه؛ وكونه متحدا مع المعلل به في الوقت؛ فلا يجوز:"جئتك أمس طمعا غدا في معروفك"؛ ولا يشترط تعيين الوقت في اللفظ، بل يكفي عدم ظهور المنافاة، وفي الفاعل؛ فلا يجوز:"جئتك محبتك إياي"؛ خلافا لابن خروف.
تنبيه: قد يكون الاتحاد في الفاعل تقديريا، كقوله تعالى:{يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} ١ لأن معنى: يريكم يجعلكم ترون, اهـ.
"وإن شرط" من الشروط المذكورة، ما عدا قصد التعليل "فقد فاجروه بالحرف" الدال على التعليل، وهو اللام أو ما يقوم مقامها؛ وفي بعض النسخ "باللام"، أي: أو ما يقوم مقامها؛ ففقد الأول -وهو كونه مصدرا- نحو:{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} ٢ والثاني -وهو كونه قلبيا- نحو:{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ} ٣ بخلاف {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} ٤، والثالث -وهو الاتحاد في الوقت- نحو قوله "من الطويل":
٤٢٨
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها ... "لدى الستر إلا لبسة المتفضل"
١ الروم: ٢٤. ٢ الرحمن: ١٠. ٣ الأنعام: ١٥١. ٤ الإسراء: ٣١. ٤٢٨- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص١٤؛ والدرر ٣/ ٧٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص٤٥٣؛ ولسان العرب ١٥/ ٣٢٩ "نضا"؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٢٢٦؛ والدرر ٤/ ١٨؛ ورصف المباني ص٢٢٣؛ وشرح قطر الندى ص٢٢٧؛ والمقرب ١/ ١٦١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٩٤، ٢٤٧. اللغة والمعنى: نضت ثيابها: خلعت ثيابها. لدى: عند. لبسة المتفضل: أي ثوبها الذي يلي جسدها، ثوب النوم. يقول: إنه جاء خليلته بعد أن خلعت ثيابها، ولبست ثياب النوم لترتاح. الإعراب: فجئت: الفاء: بحسب ما قبلها، جئت: فعل ماض، والتاء: فاعل. وقد: الواو: حالية، قد: =